قصاصة لملخص المقال الذي كتبه جونسون في «عكاظ».
قصاصة لملخص المقال الذي كتبه جونسون في «عكاظ».
-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
«من المستحيل تجنب الحروب، ولكن بإمكاننا تجنب آثارها المروعة»..هذا هو عنوان المقالة الخاصة التي كتبها لـ«عكاظ»؛ بوريس جونسون في ٢٥ يونيو عام ٢٠١٨ ؛ وزير الخارجية البريطاني (آنذاك) ورئيس الوزراء البريطاني (اليوم)، حيث تحدث عن مخاطر الأسلحة النووية محذرا من أن السماح باستخدام الأسلحة الكيميائية ستكون له انعكاسات سلبية جدا؛ لأن استخدام هذه الأسلحة لن يكون مقتصرا على ساحات القتال البعيدة. مستشهدا بِما حدث في سالزبري أو مطار كوالالمبور الدولي؛ يمكن أن يحدث في أي مكان آخر.

جونسون عام ٢٠١٨ يختلف تماما عن بوريس جونسون اليوم؛ قد يكون الفارق فقط سنة واحدة بين كتابته للمقالة الخاصة لـ«عكاظ» والتي عنونها باستحالة تجنب الحروب وبين تقلده منصب رئيس ١٠ دواننج ستريت، حيث يدلف إليه لترأس اجتماعات الكوبرا وهي اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية البريطانية برئاسته، والذي سيكون أول امتحان له بعد احتجاز الناقلة النفطية البريطانية «ستينا إمبيرو» من قبل النظام الإيراني الأسبوع الماضي؛ والتي ردت الحكومة البريطانية عليه بأنها لن تتهاون إطلاقا في التعامل مع قضية احتجاز ناقلة نفط تحمل العلم البريطاني، وسط انتقادات لاذعة وجهها سياسيون بريطانيون للحكومة بزعمهم تقاعس الحكومة للتعامل مع الازمة. وأمام بوريس جونسون الذي فاز بالتصويت على زعامة حزبه «المحافظين» ليصبح رئيس الوزراء البريطاني خلفا لتيريزا ماي التي أدخلت بريطانيا في كارثة بسبب إخراجها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ملفات تراكمية معقدة وأزمات في مقدمتها احتجاز الناقلة النفطية البريطانية «ستينا إمبيرو» من قبل إيران والتي تعتبر من أولوياته إلى جانب قضية «بريكست» ومواجهة مرتقبة مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج منه وأزمة دستورية داخلية مع تعهد المشرعين البريطانيين بإسقاط أي حكومة تحاول الخروج من الاتحاد دون اتفاق. واكتسب جونسون -الذي حصل على 92153 صوتا من أصل نحو 159 ألفا من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتا لهانت، ومن ثم تولي رئاسة الحزب، ورئاسة الوزراء- شهرة كبيرة وكثيرا من الأنصار عندما كان رئيساً لبلدية لندن. لكنه في المقابل، اكتسب خصوماً ومعارضين ينتقدون مواقفه وتصريحاته المثيرة، ويرون أنه غير جدير بتولي المناصب العليا في الدولة، فقد وصفه نائب رئيس الوزراء السابق، نك كليغ، بأنه «دونالد ترمب».


وسيتولى جونسون مهمات منصبه في وقت تشهد فيه علاقات بلاده توتراً غير مسبوق مع النظام الإيراني الذي احتجز ناقلة بريطانية الأمر قد يؤدي لعواقب وخيمة بسبب استمرار التعنت الايراني.. وتهديده لسلامة وأمن حرية الملاحة في الخليج.

«من المستحيل تجنب الحروب، ولكن بإمكاننا تجنب آثارها المروعة».. هل سيتمكن جونسون من تحقيق مفهوم عنوان مقالته في «عكاظ» قبل أكثر من عام كامل.. هذا السؤال الصعب..من إنهاء أزمة «ستينا إمبيرو».. هل ستكون حرب بوريس القادمة؟